يتحدث الكثير من اولياء الامور والمعلمين عن التحديات والصعوبات التي يواجهونها عند تحفيز ابناءهم وطلبتهم.
لو تاملنا كيف تتعامل جداتنا مع اطفالنا لوجدنا ابسط مثالا على التربية بالحب.
فاطفالنا رغم مشاغباتهم وازعاجهم نجدهم يتحينون الفرص لاستقبال جداتهم ،وعندما تاتي لزيارتهم. يحيونها ويحتضنونها بشوق كبير.
ونراهم لطيفون هادئون محبون يستمعون لها حتى خلال حواراتها التي قد تطول ويشاركونها اللحظات الجميلة بصبر.
فقد تسعد الطفلة بالوقوف ساكنة لعدة دقائق من اجل ان تداعب يد جدتها خصلات شعرها،
رغم انها بطبيعتها لا تستطيع البقاء ساكنة ولو للحظات كما انها لا تدع احدا يلعب بشعرها.
وتبدع الجدة عندما تبدأ بتعليم احفادها التعامل بلطف والتحلي بالصبر ، مبينة لهم انهم من يزودها بالطاقة ,
انها تشعر عند رؤيتهم بالنور والضياء يحلق حولها. وانهم من يزودها بالحب والحنان.
ما السر في ذلك كله؟
انه الحب، البسيط النقي. ففي كل مرة يدخل فيها الاطفال الغرفة التي تتواجد بها جدتهم نرى اشراقة تواجدهم تنعكس على صفحات وجهها،
وتبدأ بمداعبتهم، ففي كل مرة تجد كلاما جديدا تصبه في اذانهم ويسعدون به وتتفنن هي باختيار الكلمات.
نجدها تحفز وتدعم بكل شئ يحبونه ويميلون الى تحقيقه. فهي تسعد برؤية فستان سارة الجميل وبسماع
اخر اخبار احمد الرياضية. هي تشكر كل من يزورها. حتى انها عندما تكون متعبة ، وتضعف قدرتها على الكلام ،
تجد من القوة ما يمكنها من ان تحدث به حفيدها:
"جدتكم تسعد جدا بزيارتكم".
ما نتعلمه من جداتنا:
اننا كاؤلياء امور ومعلمين لا
نقوم دائما بالتركيز على النواحي الايجابية فقط كما تفعل جداتنا.
نحن مسؤولين عن تحفيز ابناءنا وطلبتنا بوضع توقعات عالية لهم والعمل على دعمهم للارتقاء الى مستواها من اجل تحقيقها.
علينا ان ندفعهم دوما الى الامام، نصحح اخطاءهم ونهذبهم ونحن مشفقون على عثراتهم ننظر اليهم بعين الرأفة والمحبة والحنان.
وما جعل هؤلاء الاطفال الذين الذين لا يتحلون بالصبر ويتصفون بسرعة الملل يفعلون ذلك في احضان جداتهم لهو دليل
على ان احتضانها لهم وكلمات التشجيع التي تبثها الجدة في اذانهم وتعابير المحبة التي تنعكس على صفحات وجهها
تشكل ادوات تحفيز غير عادية بالنسبة لهم.
كما ان من افضل وسائل التحفيز الاحتفال بمواهبهم ونقاط القوة لديهم وتقديرها. فلنعزز الامور التي يقومون بها بصورة صحيحة
بدلا من التركيز ومعايرتهم على الامور التي لا يستطيعون القيام بها. وعندما تبدأ المدرسة تنظر اليهم من خلال هذا المنظار
وهو منظار نقاط القوة لديهم – داخل وخارج الغرفة الصفية- فان دافعيتهم تحلق الى الافاق.